منقول من موقع MBC
http://www.mbc.net/mbc.net/Arabic/Image/Entertainment/ARC_51/nayif_elrashed_L.jpgعمان - خالد أبو زيد
يبدو أن تناول مسلسل "شر النفوس" -الذي عرض على شاشة mbc خلال شهر رمضان الماضي- لقضية السحر والشعوذة بجرأة شديدة قد فتح الطريق أمام هذه النوعية من الدراما الخليجية، لا سيما أن مسلسل "عيون الحب" الذي تعرضه مسلسل mbc نفسه يدور في بعض أحداثه حول قضية السحر.
وأثار "شر النفوس" -الذي كتبه الفنان الكويتي نايف الراشد وأخرجه المصري فيصل شمس- جدلا واسعا بين الواقعيين الذين رأوا في أحداث المسلسل ضربا من ضروب الوهم والخرافة، وبين رجال دين لم يؤكدوا فقط حقيقة ما عالجه الفنان الكويتي نايف الراشد في قصة المسلسل، بل انتشار هذه الظاهرة بين النساء بسبب ضعف الوازع الديني.
ولعل هذا الجدل بدأ ينتقل بدوره إلى مسلسل "عيون الحب"، بطولة هدى حسين الذي أثار بعض نساء في الأردن لمجرد تطرق برموشين الإعلان الخاص به على السحر والشعوذة.
ويدور عيون الحب الذي كتب أحداثه المؤلف عبد العزيز الحشاش وأخرجه محمد دحام في شكل جديد يبرز ما تحمله النفس البشرية من مشاعر خيرة وألم ومعاناة والصراع من أجل الحصول على ما يريده الإنسان، حتى إن كانت الوسيلة سحرا، ويشارك في المسلسل هدى حسين وجاسم النبهان.
حقيقة أم خرافة
وفي الوقت الذي اعتبر فيه جهاد الوحش باحث علم الاجتماع ظاهرة صناعة السحر وإبطال مفعوله المنتشرة بين العامة من الناس "خرافة"، ما لم يجد ما قاله أذانا صاغية عند النساء على وجه الخصوص، واللواتي أكدن في استطلاع لمراسل mbc.net أنهن ينتظرن حلقات مسلسل "عيون الحب" لمعرفة المزيد عن الظاهرة وكيفية التعامل معها.
وتقول ابتسام عاصي إن أهم ما استخلصته من مسلسل "شر النفوس" هو أن الشخص الذي بإمكانه إبطال مفعول السحر هو رجل الدين العالم بأن خلاص الإنسان من شر الآخرين يكون بكتاب الله وكلماته.
وأضافت أن المسلسل قدم خدمة كبيرة للناس وهي التمييز بين المشعوذين والدجالين الذين لم يأتِ على ذكرهم وبين أصحاب العلم في فك السحر، الذين ركز عليهم من خلال المشهد الأخير الذي عالج فيه أحد المشايخ "سيف" من سحر أم محمود بهدف إسعاد ابنها وابنتها شيماء.
أما سمية التاية -ربة منزل- فقد دأبت بعد متابعتها لدراما شر النفوس على غسل عتبة المنزل كل صباح مع الاستعاذة من الشيطان الرجيم وترتيل آيات من الذكر الحكيم، مشيرة إلى أن حال "سيف" جعلتها حذرة دوما في تناول الطعام أو الشراب عند الآخرين، كما أنها توصي زوجها وابنيها عامر وزيد بتوسيع خطوتهما لتخطي عتبة المنزل بسلام.
ورغم إقرارها بأن ما تطلبه يزعج زوجها ويضحك ابنيها أحيانا إلا أن يقين أفراد عائلتها بحرصها على سلامتهم يدفعهم إلى تنفيذ أوامرها دون تردد.
يقرب الناس من الله
أما رؤوف أبو حامد، فقال "رغم عدم متابعتي لمسلسل شر النفوس وأحداثه الدرامية التي شدت زوجتي وابنتي هند إلا أنني أستطيع القول بأني كنت واحدا من مشاهديه بسبب سيطرته على حديث العائلة في الجلسات سواء داخل المنزل أم خارجه، والتي كان يتخللها كثير من النصائح التي يبدو أنها وردت في المسلسل لتجنب شر نفوس الآخرين".
ويضيف رؤوف أن أبرز النصائح التي تلقاها من زوجته وابنته لتجنب السحر هو ذكر الله عند الخروج من المنزل والبسملة دوما عند تناول الطعام أو الشراب والدعاء "بأن يجنبني الله شر ما أتناوله ويعطيني خيره".
ورفض د. إسماعيل أبو العلا -أحد أبرز علماء الدين في الأردن- قيام البعض بتصنيف السحر في إطار الخرافة، وقال إنه يعالج السحر بالقرآن وإن كثيرا من الحالات تمكن بفضل الله مساعدتها وإخراج السحر منها.
وأكد أن السحر واضح والمرض واضح، ولذلك فالمصاب بمرض عضوي أو نفسي فهناك أطباء مختصون لعلاجه، أما المسحور فهو ذلك الشخص الذي يفقد السيطرة على نفسه بحكم شيء خفي لا سيما إذا كان معروفا بين الناس وأهله بسويته واتزانه النفسي والعقلي، وأن انقلابا مفاجئا داهم حياته وغير من سلوكه.
حال غريبة!
المثير في الأمر أيضا أن مسلسل "شر النفوس" دفع العديد من الأردنيين الذين فشلوا في إيجاد العلاج لدى الأطباء إلى البحث عن المعالجين بالقرآن الكريم، كما حدث مع "راوية" الفتاة التي تبلغ من العمر 14 عاما؛ حيث دخلت عالم اللاوعي بين ليلة وضحاها، رغم أنها كانت تتمتع بذكاء نادر وتفوق علمي هائل بحسب تقارير المدارس التي التحقت بها في الأردن وأمريكا.
وقالت والدتها -التي طلبت عدم ذكر اسمها- أن ابنتها خلدت إلى النوم ذات يوم من شهر مايو/أيار 2007 واستفاقت من نومها في صباح اليوم التالي تسأل أين هي ومن نحن؟
وقالت الأم المكلومة إن مسلسل "شر النفوس" الذي شدها فيه عجز الطب في اكتشاف الحالة التي وصل إليها "سيف" بسبب سحر "أم محمود" جعلها تعتقد بأن أحدا ما قد أصابها بحسد أو سحر لا سيما أن أكبر مستشفيات الولايات المتحدة الأمريكية عجزت عن تشخيص حالة ابنتها التي أثبتت الفحوصات الطبية أن جميع أجهزتها العصبية والعقلية تعمل بكفاءة عالية.
وتابعت أنها الآن لجأت إلى أحد رجال الدين الذي يعالج بالقرآن الكريم لعل وعسى أن يمنَّ الله على يديه شفاء ابنتها وإعادتها إلى وعيها الذي فقدته منذ عام وخمسة أشهر.
